لم يترك لي غير الأغاني الغجرية التي تحكي عن الحب و الهجرة و بعض الصور التي سرقتها من القدر وخبأتها في ذاكرتي وهو يستمع إلى الموسيقى و يترنح بجسده أمامي كأنه يداعب امرأة بحنان و رشاقة . أسرني بنبرات صوته و بكلماته المتباعدة عن بعضها البعض ، آه كم كنت أستمتع عندما كان يحدثني عن محبو بته ، الروح النائمة في داخله ، نعم استمتع ، في حين أنا معجبة بهذا الرجل ، قد أكون حمقاء لكن ما العيب ؟ عندما أسقط في ثغرات الحياة التي تحملني على سحاب ناعم بأحاسيس دافئة و تجعلني أتخبط بين الوعي و اللاوعي ، لكن الحب هو مذهبي، لا أهتم بمشاعره تجاهي فأنا أبحث عن الجمال لكي أستنشقه و أداوي روحي كأني فراشة بألوانها الصاخبة، ترقص بين الورود معلنة رغبتها في المزيد و المزيد . هو هناك، وقد أسميه الغائب، لكن روحه تلامس روحي مع كل فكرة حلقت في داخلي عنه ، الغريب في الأمر أننا لم نلتق يوما، قد أشبهه بلقاء الأرواح الذي يُحكَى عنه في كتب عيسى و موسى. أحيانا أجد نفسي أستمتع في نسج أحداث من تأليف خيالي الخاص ، خصوصا عندما أجعله بطل أحلامي و أرسم شفتيه والمسهما بكل شوق وتساؤل. هل سيكون يوم الخلاص وأقبل كل مسام جسدك ؟ هل القدر سيكون حليفي ويبعثني إلى أحضانك ؟ هل و هل....؟؟؟ في الأخير أنهي حلمي بفرضيات شبه ممكنة وأستسلم للواقع.